اقترب يوم القيامة، وأغرب حملة إعلانية في تاريخ الفن!
في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والثورة التكنولوجية الهائلة في آخر عشر سنوات أصبح مجال الدعاية والإعلان من المجالات المربحة والمنتشرة على مستوى العالم حيث من خلال نقرات معدودة تستطيع أن تصل لعدد كبير من العملاء المحتملين من كافة دول العالم وأنت في مكانك، فقد اعتمدت مجال الدعاية والإعلان في الثمانينات وما قبلها على المنشورات واللافتات التي توزع على الطرق، كما أن في التسعينيات بدأت ثورة التلفزيون والإعلانات الفيديو المصورة، وبدأت تأخذ في الانتشار وبات يعتمد عليها بشكل كبير جدا كل الماركات والشركات العالمية، وأخذ الإعتماد على الإعلان في الجرائد واللافتات في الشوارع يقل تدريجيا وتصدر التلفزيون في ذلك الوقت الصدارة وأصبح المخرجين والمنتجين يتنافسون فيما بعضهم البعض حتى يصلوا لأكبر عدد من الإقبال والمشاهدة، بعكس الآن حيث اتخذت الدعاية شكلا أخرا وأصبح المدونين وأصحاب التأثير الأعلى على مواقع التواصل الإجتماعي هدفا لعدد كبير من الشركات للترويج عن منتجاتها عن طريقهم.
ولكن كيف كانت الدعاية قديما قبل كل هذا؟!، كيف كانت قبل اختراع التلفزيون وشاشات العرض، كانت أساليب الدعاية والإعلان قديما تعتمد الاعتماد الأكبر على المنشورات أو الرسم على الجدران للدعاية عن الأفلام أو المسرحيات. وأيضا من خلال الأخبار والمنشطات المثيرة للجدل في الصحف والجرائد.
وبالرغم من ذلك، إلا أن مجلة الكواكب المصرية في عدد نادر لها كشفت عن أغرب الحيل الدعائية والإعلانية في تاريخ الفن المصري القديم وذلك في العدد الصادر لها عام 1952، حيث شاركت ولأول مرة أغرب حملة إعلانية لعرض مسرحي أثارت جدلا عارما بين صفوف المصرية وكانت بعنوان “قريبا.. يوم القيامة”!.
حيث استيقظ سكان و أهالي إحدى المناطق الشعبية بالقاهرة ليجدوا جدران المباني مغطاة بلافتات تحمل عنوان: “قريبا ..يوم القيامة”!.
مما أصابهم الفزع وبدأوا يتساءلون ما المقصود بهذه اللافتة ومامعناها وهل حقا أقترب يوم القيامة، وأن الحكومة هي التي كتبت ونوهت عن ذلك ربما لإنها تعرف أو ربما لأسباب أخرى، فانقسم الناس ما بين مؤيد ومعارض، وبدأ الناس يفزعون إلى المساجد للصلاة والدعاء والسؤال والتوبة على كل الخطايا التي قد ارتكبوها في الماضي. طمعا في أن يقابلوا ربهم وليس عليهم خطيئة.
إلا أنه في اليوم التالي شاهد أحدى أهالي المنطقة بعض العمال يقومون باستكمال لصق المنشورات والإعلانات على الجدران ولكن بمناطق متفرقة، فسارعوا بالتزاحم عليكم وسألوهم ما معنى ذلك وكيف جاءتكم هذه المعلومات المؤكدة، وما مصدر هذه المعلومات، إلا أن أحد العمال رد عليه ببساطة قائلا أن “يوم القيامة سيقام على مسرح الأوبرا يوم الجمعة المقبل”!. فرد الأهالى: «يعنى القيامة هتقوم فى الأوبرا بس». وأجاب العمال: «أيوة فى الأوبرا بس وتقدمها الفرقة بتاعة الحكومة، ابقوا روحوا اتفرجوا عليها». وتبين أن «يوم القيامة» هو عنوان عمل مسرحي يعرض على مسرح الأوبرا، وكانت هذه الملصقات للإعلان عنه.
وايضا كان من الاعلانات الغريبة ماحدث عام 1935 حيث نشرت جريدة المخبر مقاله بعنوان: بدأت الواقعة، وذلك قبل وقوع الحرب العالمية الثانية حيث أعلنت انه تم استلام تلغراف بالأمس ينذر باقتراب الحرب. وتهافت الناس على شراء جريدة المخبر ليعرفوا تفاصيل الحرب فى اهتمام ودهشة حتى وصلوا إلى آخر الصفحة فإذا بهم يفاجأون بأمر لم يخطر ببالهم، عرفوا أن جريدة المخبر نفسها كانت مجرد إعلان أصدرته سينما الفنان الكبير يوسف بك وهبى بمدينة رمسيس للدعاية لفيلم كان يعرض فيها فى هذا الوقت، وهو فيلم «الموقعة» الذى قام ببطولته شارل بواييه. وفكرة الإعلان ترجع إلى أحمد عسكر الذي كان يعمل بفرقة رمسيس في ذلك الوقت.
وذكرت الكواكب:أن قديما كان يعتمد على الشعر والجمل التي تتسم بالسجع في الترويج عن الأعمال الفنية، حيث قام يدعى عبدالكريم السنجرى، الذي كان يعمل أيضًا متعهدًا للحفلات المسرحية. وقد أعلن عن مسرحية للفنان سلامة حجازي وقال فى إعلانه: «هلم يا عشاق التمثيل ويا سكان وادى النيل، إلى مشاهدة رواية شهداء الغرام، التى ستمثل بأكملها على التمام، فى تياترو حديقة الأزبكية ذي الطلعة البهية، وبطلها الأستاذ الأكبر والممثل الغضنفر، الشيخ سلامة حجازى الذى ليس له شبيه ولا موازى، بصوته الملائكي الساحر وتمثيله الأرائكى الفاخر». وهكذا أطلعنا مجلة الكواكب عن اغرب وسائل الدعاية والإعلان في تاريخ الفن القديم.