يعتبر قانون الجذب من القوانين الأكثر شيوعا في السنوات الأخيرة، كما أنه غير تاريخ الفكر البشري من الطرق العملية إلى طرق أكثر عمقا مرتبطة بالإيمان واليقين والاعتقاد، كما أنه سلط الضوء على قوة المشاعر الإنسانية في تغير حياة البشر وأيضا قوة الأفكار سلبية كانت أو ايجابية على تغيير واقع الفرد من الأسوأ إلى الأحسن والعكس أيضا.
ظهر قانون الجذب قديما على يد (وليم والكر اتكنسون-William walker Atkinson)وذلك في منتصف القرن التاسع عشر، حينما نسب شفاؤه إلى قوة الإيمان لديه، ولذلك قام بكتابة كتب شهيرة لشرح هذا القانون منها (قانون الجذب في عالم الفكر)، ويدور حول دعم فكرة أن الإيمان بالشيء يمنحك القدرة على القيام به
أما في العصر الحديث حدثت ثورة أخرى في نهاية التسعينات و بداية الألفينات عندما قامت الكاتبة روندا بايرن من طرح كتابها الشهير (السر) الذي ترجم إلى جميع لغات العالم تقريبا وباع منه الملايين من النسخ، حيث يعتبر ثاني كتاب حول العالم يتكلم بشكل عملي عن قانون الجذب بعد الكتاب الأكثر شهرة عالميا (فكر كيف تصبح غنيا) نابليون هيل، حيث لاقى نفس الصدى، ولكن كتاب السر أخذ منحى أكثر تطبيقا وسهولة واستيعاب لأي قاريء بشكل ترفيهي ممتع حتى أنه تم عمل فيلم تسجيلي عن الكتاب وشارك فيه العديد من المؤلفين والمفكرين والفلاسفة فيه.
قانون الجذب حقيقة أم خيال؟
بعد طرح الفيلم والكتاب قام العديد والعديد من الناس تطبيق قانون الجذب على حياتهم آملين أن يتم تغيير حياتهم إلى الأفضل سواء على المستوى الصحى أو العاطفي أو المادي، إلا أنه بسبب صعوبة فهم هذا القانون فإن الأغلبيه منهم لا يستطيعون تطبيق قانون الجذب بشكل صحيح ولذلك فأن قلة نادرة من البشر هم من ينجحون في تطبيق قانون الجذب وجذب الوفة والسعادة والغنى لحياتهم.
فهناك من يفهم قانون الجذب على أنه عبارة عن فقط ترديد كلمات إيجابية : مثال: أنا غني ، أنا سعيد وغيرها من العبارات. إلا أن قانون الجذب يعمل بشكل أعمق بكثير من مجرد ترديد لكلمات إيجابية فقط.
كيف يعمل قانون الجذب؟
يعمل قانون الجذب من خلال ثلاث مراحل رئيسية وهي مراحل تم التطرق لها في كتاب السر بالتفصيل وهي كالتالي:
أولا: الطلب:
الطلب هو أول مراحل قانون الجذب حتى تجذب إليك الأشياء يجب عليك أولا معرفة ما تريد ثم تهيئة نفسك لطلبه، بأن تطلب الأشياء التي طالما رغبت فيها، هناك العديد من الناس من يتمنون العديد من الأشياء منزل جديد وسيارة فارهة ووظيفة براتب أعلى أو أنه يبدأ مشروعه الخاص وهكذا، دون البدء فعلا بالطلب، والطلب يكون عن طريق أولا الدعاء، أي أن تدعى الخالق بكل ما تريد ثم بعد ذلك تبدأ بكتابة كل الأشياء التي تريد تحقيقها في السنوات القادمة، وتكتب بالتفصيل كل هدف بالوقت والكمية، مثال إذا كنت تدعو مثلا أن تكون غنيا، يجب أن يكون لديك الوعي الكافي عن المبلغ الذي تريد الحصول عليه وأيضا متى تريد الحصول على هذا المبلغ.
ثانيا: اليقين:
يأتي اليقين في المرحلة الثانية بعد الطلب والدعاء، فهو جزء لا يتجزأ من الإجابة، ويتكون اليقين بإيمان تام بأن كل هذه الأمنيات ستتحق، ولذلك من خلال اأن تستخدم عقلك في التخيل، حيث أن قوة الخيال لها قدرة عجيبة على السيطرة على العقل الباطن وتغيير كل الأفكار السلبية التي تمنعك من تحقيق هدفك، وبمجرد اليقين والإيمان سوف يتم كل الواقع من حولك، سوف تلتقي بناس تساعدك في تحقيق هدفك، سيتكشف لديك العديد من الأسباب والأفكار التي تساعدك على تحقيق هدفك، وبالتالي ستنظر للكون بطريقة جديدة كليا، لذلك عليك الإستمرار في التخيل بأن كل أمنياتك تحققت بالفعل،فتخيل نفسك تعيش في منزل أحلامك، أعلم أنه سيكون من الصعب في البداية تصديق كل ما تحاول تخيله ولكن بالتمرين والاستمرار سيكون هذا اليقين في عقلك الباطن وسيبدأ الكون كله بالتغيير من حولك، إذن الدعاء للخالق واليقين بقدرته في تحقيق كل ما تتمناه ستقودك لتحقيق كل أحلامك.
ثالثا: الأستقبال:
هنا يقع العديد من الذين يحاولون يطبقون قانون الجذب في حياتهم وذلك للحصول على كل أمنياتهم يقعوا في خطأ كبير، ولكن كيف؟. هذا الخطأ ينشأ من عدم استعدادهم لاستقبال، حيث يبدأ بالدعاء والطلب، ويستمر بالتخيل، ولكن ينسى أن يستوعب ما إذا كل هذه الأمنيات تحققت ماذا سأفعل؟ بمعنى إذا تمنى أن يحصل على مليون دولار خلال سنة، ويتخيل نفسه وهو معه هذا المبلغ ولكن لا يعلم على الإطلاق ماذا سيفعل بهذا المبلغ إذا تم الحصول عليه، وهنا يأتي دور الاستقبال بأن يكون على وعي تام ماذا سيفعل عندما يتحقق كل هذه الأمنيات بالفعل.
العوامل التي تساعد على تسريع عملية الجذب بشكل صحيح:
أولا: الإمتنان والشكر:
الامتنان والشكر على ما تملكه بالفعل من أول الطرق وأسرعها لتحقيق ما تريد،يجب أن تبدأ بالشكر للخالق على كل النعم التي تمتلكها بالفعل، فينتج عن الامتنان طاقة ايجابية رائعة قادرة على تغيير التفكير السلبي المستمر والذي يمنعك من الوصل إلى كل ماتتمناه.
ثانيا: التأمل:
التأمل له قدرة كبيرة على صحة العقل البشري، فعقلك يكون مجهد وهو في عمل مستمر من خلال العمليات العقلية للتفكير، فهذه العملية مجدة للعقل، ومن هنا يساعد التأمل على هدوء العقل وتقويته، وهو التمرين العقلي الذي يحتاجه العقل كالتمارين البدنية للجسم لتنشيط الدورة الدموية وتقوية العضلات، فإن التأمل يقوم بنفس الدور ولكن للعقل.
وفي النهاية يجب عليك أنت تعلم أن قانون الجذب لا يعمل في الحال ولكن يحتاج إلى وقت، وفي نفس الوقت هو في حالة عمل مستمرة أما ضددك أو معك فعليك أستغلاله جيدا لصالحك.